U3F1ZWV6ZTQzNTEzNzE2NjQ2MDE4X0ZyZWUyNzQ1MjIxNTEyODkwNA==

أول اعلان تجاري في التاريخ

أول اعلان تجاري في التاريخ - قل للمليحة

قل للملحية

يروي  "الأصفهاني " في كتاب له وهو كتاب ( الأغاني ) آن تاجراً من الكوفة جاء الي المدينة المنورة بخُمر ( جمع خمار) ، فباعها كلها وبقيت الخُمر ذات اللون الاسود منها وذلك لان النساء لم تقبل عليها وبقيت البضاعة في وجه صاحبها، وكان هناك صديقًا له وهو قائل هذه القصيدة ويدعى ربيعة بن عامر التميمي، الشهير بمسكين الدرامي، وسبب تلقيبه بالمسكين هو بيت شعر قاله:
أنا مسكين لمَن أنكرني — ولِمَنْ يعرفني جدٌّ نَطِق  وكان يقيم  في المدينة حيث كان صديقاً للتاجر بائع الخُمر واشتهر بشعر الغزل والغناء ثم اقلع عن الغناء وما عاد يقرض شعراً غزلياً
 فذهب التاجر وشكى للصديقه ما اصابه في تجارته
فقال له الدرامي : لا تقلل فأني سابيعها لك !.
ثم قال ابيات الشعر المشهورة :
قل للمليحة في الخمار الاسود
ماذا فعلتِ بناسكِ متعبدِ
قد كان شمر للصلاة ثيابه
حتى وقفتِ له ببابِ المسجدِ
رُدي عليه صيامه وصلاته
لا تفتنيه بحق دين محمد

فانتشرت هذه الابيات بين الناس واقبلت جميع النسوه على الخمر السود وباع التاجر الكوفي بضاعته ومضى في سبيله وعاد الشاعر الدرامي لعبادته وتنسكه
وهكذا كانت هذه الابيات اول اعلان تجاري في التاريخ  وتوالت الاعلانات حتى وصلنا الا ما وصلنا اليه أيامنا هذه .

تجدد القصيدة في  القرن العشرين

اشتهرت القصيدة بصوت المطرب الأسطورة صباح فخري  إلى درجة اقترانها به، إلّا أنّه لم يغنّي قصيدة الدارمي كما هي، بل غنّى النسخة المنقّحة .
فهذه الأغنية في صيغتها المعاصرة تعود إلى عمل جمع بين الفنّانيْن العراقيّيْن: احمد الخليل /شعوبي ابراهيم.
فأصبحت بُنية القصيدة وكلماتها على هذا النحو:
يا داعياً لِلّهِ مرفوع اليدِ
 متضرّعًا متوسّلاً بالمُنجد
يا طالبًا منه الشفاعة في غدِ
قُلْ للمليحة في الخمار الأسودِ — ماذا فعلتِ بناسكٍ متعبّدِ

وقد قام بغنائها الكثير من المطربين وكل مطرب غناها بطريقته الخاصة وأشهرهم:
صباح فخري
ناظم الغزالي
هيام يونس .

وفي هذه القصيدة وغيرها من القصائد الشهيرة دليل على ارتباط الفن والشعر بالاقتصاد وكيفية الانتفاع من الشعراء في العصور القديمة وايضاً ارتباط الشعر والفن بالسياسة كما في اغنية وحدن بيبقوا متل زهر البيلسان» التي غنّتها فيروز فقد جاءت على لسان الشاعر اللبناني طلال حيدر.

والتي أعاد ملحّنها زياد الرحباني، سردَ تفاصيلها في وقت سابق، قائلاً: اعتاد الشاعر طلال حيدر تناول فنجان قهوته الصباحي والمسائي على شرفة منزله المطلّة على غابة تقع على مقربة من منزله، وهو يلاحظ دخول ثلاثة شبان إلى الغابة في الصباح، وخروجهم منها مساءً، وكلّما دخلوا وخرجوا سلّموا على طلال.

وفي يوم دخلو الى الغابة ولم يخرجو وانتظرهم حتى وصل خبر استشهاد ثلاث شبان بعملية فدائية وسط الكيان الصهيوني وعندما شاهد صور الشباب الذين نفذو العملية ادرك ان الذين استشهدو نفسهم الذين كانو يلقون التحية عليه وعرفت العملية بعملية الخالصة التي نفذت في كريات شمونة  وكان أبطالها الفلسطيني منير المغربي (أبو خالد)، والحلبي السوري أحمد الشيخ محمود، والعراقي ياسين موسى فزاع الحوزاني (أبو هادي).
 فكتب بهم هذه الاغنية الحزينة والتي غنتها فيروز وكانت كلماتها :
وحدن بيبقو متل زهر البيلسان.. وحدهن بيقطفو وراق الزمان.. بيسكروا الغابي
بيضلهن متل الشتي يدقوا على بوابي
يا زمان.. يا عشب داشر فوق هالحيطان.. ضويت ورد الليل عكتابي.. برج الحمام مسور وعالي.. هج الحمام بقيت لحالي لحالي.. يا ناطرين التلج ما عاد بدكن ترجعوا.. صرخ عليهن بالشتي يا ديب بلكي بيسمعوا..

وهكذا ارتبط الشعر والفن والغناء والموسيقى خلال العصور القديمة بالسياسة والاقتصاد والتجارة .
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة