قصة الاغنية الفلسطينية " جفرا ويا هالربع" قصة حب أصيلة

تعد قصة ظريف الطول من أكثر القصص الشعبية شهرة في فلسطين وخارجها, وتناقلت هذه القصة على ألسنة الناس من زمن الانتداب البريطاني على فلسطين حتى يومنا الحاضر, وتحوّلت هذه القصة في ما بعد إلى أغنية شعبية ولاقت رواجًا كبيرًا, وما زال الناس يتغنون بها في المناسبات الاجتماعيّة والوطنيّة في فلسطين وفي مخيمات اللجوء في الأردن وسوريا ولبنان.

قصة ظريف الطول:

ظريف الطول هو شاب فلسطيني وسيم كان يعمل نجارًا في قرية غريب عنها عند شخص يدعى "ابو حسن", واخذ أسم ظريف الطول من طوله المميز والمتناسق, وكان صاحب العمل يعطيه أجره أسبوعيًا، ولم يكن يعلم صاحب العمل ماذا يفعل ظريف الطول بالمال الذي يتقاضاه منه.الشيء الوحيد الذي كان معروفًا عن زريف الطول لدى أهل القرية هو أنه يتسم بحسن الخصال وطيب الفعال والخلق الكريم، وفتيات القرية كنّ يحاولن دائمًا التقرّب منه, حتى أن زوجة المختار طلبت منه أن يصنع لها خزانة كي تلفت نظره لابنتها، وزوجة خطيب المسجد صنعت عنده صندوقًا خشبيًا للملابس وحدّثته عن ابنتها، وحتى خطيب المسجد لمّح له عن الموضوع، ولكن ظريف الطول لم يكن مهتمًا بهذا الأمر، لانه لم يكن يفكر بالزواج وكان لديه افكار أخرى، فكل محاولات نساء القرية فشلت.

بداية القصة:

في يوم من الأيام، حصل هجوم من إحدى العصابات الصهيونيّة على القرية، واستشهد ثلاثة شبّان من أهل القرية، وفي اليوم الثاني للحدث، غادر ظريف الطول القرية دون أن يعرف أحد وجهته، وعاد بعد أربعة أيام ليلاً دون أن يراه أحد.

وبعد شهر من الحادثه عادت العصابات الصهيونية إلى القرية، حينها قام ظريف الطول بتوزيع خمس بنادق على شبان القرية كان قد اشتراها من ماله الخاص ومن تعب جبينه من تلك الأجرة الأسبوعية التي كان يتقاضاها.

وفي ذلك الوقت تم قتل ستة أشخاص من العصابات الصهيونية، وبعد أن رأت نساء القرية المعركة وماذا فعل ظريف الطول, باعت النسوة في اليوم التالي ما يملكن من مجوهرات وقدمنها إلى ظريف الطول، فذهب لشراء البنادق بثمنها، وعند عودة العصابات للأخذ بالثأر مرة أخرى، اندلعت معركة كبيرة في كروم التفّاح، واستشهد عدد كبير من أبناء القرية، وفي الوقت نفسه سقط عدد كبير من أفراد العصابات الصهيونية، وعندما قام أهل القرية بجمع جثث الشهداء، لم يجدوا "ظريف الطول" بينهم ولم يكن بين الأحياء حيث اختفى، وأجمع أهل القرية على أنه قاتل بشراسة, وقتل أكثر من 20 شخصاً من أفراد العصابات، وأنقذ بعض شبان القرية، لكنه لم يظهر بعد المعركة.

بعد المعركة:

ومرّت الأيام وصار "ظريف الطول" أغنية القرية :

يا ظريف الطول وقف تا أقولك
رايح ع الغربة وبلادك أحسنلك
خايف يا ظريف تروح وتتملك
وتعاشر الغير وتنساني أنا

ويا ظريف الطول وين مغرب وين
قولي لمين كتبنا ها اللحن
والمغترب كيف ما يعود ويحن
إلا ما يمسع منا مجاورنا

يا ظريف الطول وقف تا أقولك
رايح ع الغربة وبلادك أحسنلك
خايف يا ظريف تروح وتتملك
وتعاشر الغير وتنساني أنا

يا ظريف الطول والحك يا ظريف
إللي قالوا عنها تريدك نزفت ع الرصيف
يقولوا دورك يا خيتا عنا خفيف
هدول اللي ما عرفوا تاريخ بلدنا

يا ظريف الطول يا سن الضحوك
ياللي رابي في دلال أمك وأبوك
يا ظريف الطول يوم اللي غربوك
شعر راسي شاب والظهر إنحنى

بعد سنوات:

يقال أن بعد سنوات عدّة تمت مشاهدة ظريف الطول مع الثوار في يافا، والعديد من الناس حلفوا بأنهم شاهدوه مع جمال عبدالناصر في بورسعيد، وهناك من أقسم أنه شاهده مع عز الدين القسام, وآخرون شاهدوه في غزة ، ومنهم من قال إنه كان في بيروت إبان اجتياح 1982، ليتضح أن ظريف الطول هو كل مقاوم فلسطيني ، وبقيت الأغنية تُردّد حتى يومنا هذا بكلمات تختلف ما بين أغنية وأخرى.. وهكذا تحولت هذه الحكاية الشعبية، إلى أغنية من الفلكلور الفلسطيني وتراثه.

مواضيع مشابهة

لقراءة قصة الاغنية الفلسطيني جفرا ويا هالربع اضغط هنا
لقراءة قصة أغنية ع الروزنا ع الروزنا اضغط هنا