يوم عرفة
يوم عرفة هو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، ويعد هذا اليوم من أفضل الأيام عند المسلمين, حيث يقف به الحُجاج على جبل عرفة, ويعد الوقوف بعرفة من أهم أركان الحج، ويقع جبل عرفة شرق مدينة مكة.
فضل يوم عرفة
وردت بعض الأحاديث النبوية التي تتحدث عن فضل هذا اليوم, منها ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي محمد صل الله عليهم وسلم أنه قال: "إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء، فيقول لهم: انظروا إلى عبادي جاءوني شعثاً غبراً"، وما روته أمنا عائشة عن النبي محمد صل الله عليه وسلم أنه قال: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو يتجلى، ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟ اشهدوا ملائكتي أني قد غفرت لهم".
يكثر الحاج في يوم عرفة من الدعاء والتلبية, وذلك لقول النبي محمد صل الله عليهم وسلم: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير".
سبب تسمية يوم عرفة
قال النيسابوري: "عرفات جمع عرفة"، وقال الطبرسي: "عرفات: اسمٌ للبقعة المعروفة التي يجب الوقوف بها، ويوم عرفة يوم الوقوف بها". وهناك عدة أقوال لتسمية عرفة بهذا الاسم، فقد قيل بأنها سميت بذلك لأن سيدنا آدم عرف حواء فيها، وقيل لأن جبريل عرف إبراهيم عليه السلام فيها المناسك، وقيل لتعارف الناس فيها، وقيل بأن الكلمة مأخوذة من العَرْف وهو الطيب؛ كونها مُقدَّسة. ولكن تبقى الروايتين الأكثر تأكيداً هما؛ أن أبو البشر آدم التقى مع حواء وتعارفا بعد خروجهما من الجنة في هذا المكان ولهذا سمي بعرفة، والثانية أن جبريل طاف بالنبي إبراهيم فكان يريه مشاهد ومناسك الحج فيقول له: "أعرفت أعرفت؟" فيقول إبراهيم: "عرفت عرفت" ولهذا سميت عرفة.
فضل الصيام في يوم عرفة
اتّفق الفقهاء على استحباب صيام يوم عرفة، وصيامه أفضل من صيام غيره من أيام السنة باستثناء شهر رمضان، ولصيامه فضل كبير يترتّب عليه؛ فهو يُوجب مغفرة الله تعالى للعبد ذنوب سنة قبله وسنة بعده، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ"، كما يُستحَبّ في هذا اليوم الإكثار من الأعمال الصالحة، كالحرص على أداء النوافل، والإكثار من ذِكر الله -تعالى، والصدقة في سبيل الله, وقدبين النبي صل الله عليه وسلم فضل العمل الصالح في هذه الأيام, فقال: "ما مِن أيَّامٍ العمَلُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللَّهِ مِن هذهِ الأيَّامِ العَشر فقالوا: يا رسولَ اللَّهِ ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ؟ فقالَ رسولُ اللَّهِ ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ, إلَّا رجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ فلم يرجِعْ من ذلِكَ بشيءٍ".
إرسال تعليق